www.qoyod.com

تمارا متاحة الآن في قيود :tada:  اشترك في الباقات السنوية وقسّطها عبر أربع دفعات!

تمارا متاحة الآن في قيود 🎉 اشترك في الباقات السنوية وقسّطها عبر أربع دفعات!

معايير المحاسبة الدولية: ما هي، وما أهدافها وأهميتها؟

معايير المحاسبة الدولية

سجّل في "برنامج قيود المحاسبي" واكتشف الفرق بنفسك

الأهداف الرئيسة لمعايير المحاسبة الدوليةفي ظل العولمة المتسارعة وتزايد الترابط بين الأسواق المالية حول العالم، أصبحت الحاجة ملحّة إلى وجود لغة محاسبية موحدة تُمكِّن المستثمرين، والمحللين، والإدارات، والجهات الرقابية من قراءة القوائم المالية للشركات المختلفة بطريقة واضحة ومقارنة. هنا برز الدور المحوري لما يُعرف بـ معايير المحاسبة الدولية (International Financial Reporting Standards – IFRS)، حيث تسعى هذه المعايير إلى توحيد أسس إعداد القوائم المالية على مستوى عالمي.

إن تبني هذه المعايير لا يخدم فقط الشركات متعددة الجنسيات، بل يعزز أيضًا من جاذبية الاستثمارات في الدول التي تطبّقها، لأنه يرفع ثقة المستثمرين عبر ضمان تقارير مالية أكثر شفافية، ودقة، وقابلية للمقارنة بين الشركات بغض النظر عن موقعها الجغرافي أو بيئتها القانونية.

ملف قد يهمك المعايير الدولية للتقرير المالي، أصدرها مجلس المعايير الدولية للمحاسبة

تعريف مبسط بمعايير المحاسبة الدولية وأهميتها

معايير المحاسبة الدولية (IFRS):

هي مجموعة من القواعد والمبادئ المحاسبية الموحدة التي تنظم كيفية تسجيل، ومعالجة، وعرض، والإفصاح عن المعلومات المالية في التقارير المالية للشركات.

تهدف هذه المعايير إلى:

  • وضع لغة محاسبية واحدة يفهمها الجميع حول العالم.
  • تمكين المستثمرين وأصحاب المصلحة من المقارنة بسهولة بين الأداء المالي للشركات المختلفة عبر الدول والقطاعات.
  • رفع مستوى الشفافية والمصداقية في التقارير الصادرة عن الشركات.
  • تقليل التباينات التي كانت موجودة سابقًا بين كل دولة أو سوق مالي يعتمد معاييره المحاسبية الخاصة.

الأهمية تكمن في أن هذه المعايير أصبحت اليوم حجر الزاوية في التقارير المالية العالمية، حيث دعم انتشارها ثقة أكبر في اقتصادات الدول المطبقة لها، وجعل بيئة الاستثمار أكثر وضوحًا وأمانًا.

الجهة المصدرة للمعايير (IASB)

الجهة الرسمية المسؤولة عن إصدار معايير المحاسبة الدولية هي:
مجلس معايير المحاسبة الدولية (International Accounting Standards Board – IASB).

    • مقره: لندن، المملكة المتحدة.
    • تأسس: عام 2001 ليحل محل لجنة معايير المحاسبة الدولية (IASC) التي بدأت عملها منذ عام 1973.
  • المهام الأساسية:
    • صياغة وتطوير معايير محاسبية دولية عالية الجودة.
    • تعزيز التوافق بين الممارسات المحاسبية عالميًا.
    • إجراء مشاورات عامة مع جميع أصحاب المصلحة (شركات، محاسبين، هيئات رقابية).
    • تحديث وتطوير المعايير بما يتماشى مع التغيرات الاقتصادية والتكنولوجية.

بفضل عمل هذا المجلس، أصبحت معايير IFRS مطبقة اليوم في أكثر من 140 دولة، منها الاتحاد الأوروبي، وأغلب دول آسيا وأفريقيا، إضافة إلى استخدام جزئي أو موازٍ لبعض الأسواق الكبرى مثل الولايات المتحدة (التي تعتمد GAAP لكنها تسمح بمقارنة القوائم وفق IFRS).

الأهداف الرئيسة لمعايير المحاسبة الدولية

1- توحيد الممارسات المحاسبية عالميًا

من أبرز ما تسعى إليه معايير المحاسبة الدولية هو القضاء على التشتت والاختلاف في طرق إعداد القوائم المالية بين الدول. ففي الماضي، كانت كل دولة تقريبًا تعتمد على قواعدها المحلية الخاصة، مما خلق صعوبة كبيرة عند مقارنة البيانات المالية لشركات دولية تعمل في أكثر من سوق. جاءت معايير IFRS لتضع إطارًا موحدًا يعتمد على مبادئ عالمية معترف بها، بحيث يتم تسجيل الأحداث المالية والإفصاح عنها بنفس الطريقة سواء كانت الشركة في لندن أو دبي أو طوكيو. هذا التوحيد ساعد في جعل لغة الأرقام لغة مشتركة، مما عزز ثقة المستخدمين في القوائم المالية التي تصدر من دول متعددة.

2- تعزيز الشفافية

إن إعداد التقارير المالية وفق معايير IFRS يفرض على الشركات الإفصاح الكامل والواضح عن أدائها المالي، وأصولها، والتزاماتها، وسياساتها المحاسبية. هذا يقلل من فرص إخفاء المعلومات أو عرضها بصورة مضللة.
على سبيل المثال، تلزم هذه المعايير الشركات بالتوضيح في مذكرات القوائم المالية حول السياسات التي اتبعتها والأسباب وراءها. وهذا بدوره يجعل المستثمر أو المحلل المالي قادراً على فهم الصورة الحقيقية لوضع الشركة، وبالتالي يحمي أصحاب المصلحة من التضليل أو الغموض الذي يمكن أن يحدث عند استخدام معايير محلية مرنة أو غامضة.
بعبارة أخرى، الشفافية التي تفرضها IFRS لا تفيد فقط المستثمرين بل تعزز المصداقية في الأسواق المالية ككل.

3- تحسين قابلية المقارنة بين الشركات

في الأسواق العالمية اليوم، قد يرغب المستثمر في مقارنة أداء شركة مقرها في ألمانيا مع أخرى تعمل في الهند أو البرازيل. لكن لو اختلفت القواعد المحاسبية، ستكون الأرقام غير قابلة للمقارنة الفعلية.
تأتي IFRS لتزيل هذه العقبة، حيث تُطبق نفس الإطار المحاسبي على الجميع، مما يمكن أي محلل أو مستثمر من إجراء مقارنة عادلة وموضوعية بين شركتين أو أكثر بغض النظر عن موقعها الجغرافي أو بيئتها القانونية.
هذه القابلية للمقارنة تعزز المنافسة النزيهة بين الشركات، وتشجع الإدارة على رفع مستوى أدائها لأنها تعلم أن نتائجها المالية ستكون واضحة أمام العالم وقابلة للتحقق.

4- تسهيل جذب الاستثمارات

من الأمور الجوهرية التي دفعت الكثير من الدول إلى تبني IFRS هي أنها تزيد من جاذبية البيئة الاستثمارية. فالمستثمرون الدوليون يحتاجون إلى ثقة عالية في دقة وشفافية البيانات المالية قبل ضخ أموالهم في أي سوق جديد.
عندما يعلم المستثمر أن الدولة تعتمد المعايير الدولية، فهذا يمنحه شعورًا بالأمان بأن القوائم المالية للشركات هناك قابلة للفهم والمقارنة مع تلك الموجودة في أسواق أخرى. والنتيجة:

  • زيادة تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
  • تحسين صورة الدولة اقتصاديًا على المستوى العالمي.
  • تقليل تكلفة رأس المال للشركات المحلية، لأنها تصبح أكثر إقناعًا في عيون البنوك والمستثمرين وصناديق التمويل.

 

 أهمية تطبيق معايير المحاسبة الدولية

1- على مستوى الشركات: إعداد قوائم مالية مفهومة وموثوقة

عندما تطبق الشركات معايير المحاسبة الدولية، فإنها تضمن أن قوائمها المالية يتم إعدادها بطريقة منظمة وموثوقة يسهل على أي مستخدم فهمها. فبدلًا من الاعتماد على ممارسات قد تكون مطبوعة بالطابع المحلي أو غير متسقة بين القطاعات، تصبح الشركة ملزمة بتقديم بيانات دقيقة وشفافة ومتوافقة مع أفضل الممارسات العالمية.
هذا يعزز ثقة المساهمين والمراجعين الخارجيين في صحة المعلومات المقدمة، ويمنح الإدارة أداة دقيقة تساعدها على التخطيط السليم، وإدارة الموارد بكفاءة أكبر.

2- على مستوى المستثمرين: قرارات مبنية على بيانات قابلة للمقارنة

المستثمر، سواء كان فردًا أو مؤسسة مالية، يعتمد بشكل أساسي على المعلومات المالية المعلنة للشركات. من دون معايير موحدة، تصبح الأرقام عرضة للتفسير المختلف أو الالتباس.
تطبيق معايير IFRS يجعل القوائم المالية للشركات في أي دولة قابلة للمقارنة بشكل مباشر مع شركات في دول أخرى. وبالتالي، يستطيع المستثمر اتخاذ قرار مدروس ومبني على بيانات دقيقة، سواء في شراء أسهم، الدخول في شراكة، أو منح تمويل.
هذا يقلل من المخاطر، ويجذب المستثمرين إلى الأسواق التي تتبنى هذه المعايير لأنها توفر وضوحًا وشفافية أفضل.

3- على مستوى الاقتصاد العالمي: رفع الثقة وجذب رؤوس الأموال

حين تطبق معظم الدول معايير محاسبية موحدة، فإن ذلك يؤدي إلى خلق بيئة اقتصادية أكثر شفافية وانفتاحًا تجعلها جذابة للاستثمارات العالمية.

  • تزيد ثقة المؤسسات المالية الدولية والبنوك في التعامل مع شركات تلك الدول.
  • يسهل إدراج الشركات في الأسواق المالية العالمية دون الحاجة لإعادة صياغة القوائم المالية.
  • يعزز تدفق رؤوس الأموال عبر الحدود، ويساعد الاقتصادات الصاعدة على الاندماج في النظام المالي العالمي.
    باختصار: تبني IFRS لا يخدم الشركات أو المستثمرين وحدهم، بل يرفع من سمعة الدولة الاقتصادية ويدعم نموها طويل الأجل.

المبادئ الأساسية لمعايير المحاسبة الدولية

1- مبدأ الاستمرارية (Going Concern)

يفترض هذا المبدأ أن الشركة ستستمر في عملها في المستقبل المنظور، ولن تتوقف عن النشاط أو تدخل في التصفية قريبًا. بناءً على ذلك يتم تقييم الأصول والالتزامات بطريقة تعكس النشاط المستمر، وليس التصفية.

2- مبدأ الإفصاح الكامل (Full Disclosure)

يلزم هذا المبدأ الشركات بأن تقدم جميع المعلومات المالية ذات الصلة ضمن القوائم المالية أو الإيضاحات المرفقة، حتى يتمكن المستخدم من الحصول على صورة واضحة وكاملة للوضع المالي للشركة. أي محاولة لإخفاء أو إغفال معلومة جوهرية تعد إخلالًا بمبدأ الشفافية.

3- مبدأ الأهمية النسبية (Materiality)

يعني أن المعلومات المالية يجب أن يتم عرضها إذا كانت جوهرية بحيث تؤثر على قرارات المستخدمين. أما التفاصيل الصغيرة أو غير المؤثرة فيمكن إغفالها لتجنب ازدحام التقارير بمعلومات ثانوية. الهدف هنا هو التركيز على ما يُحدث فارقًا في القرار الاقتصادي.

4- مبدأ الحيطة والحذر (Prudence or Conservatism)

يقوم على فكرة أنه عند وجود شك، يجب أن يتم تسجيل الخسائر أو الالتزامات المحتملة فورًا، بينما لا يتم الاعتراف بالأرباح إلا عند تحققها فعليًا. وهذا لحماية المستخدم من التقديرات المفرطة في التفاؤل، وضمان صورة مالية أكثر تحفظًا وواقعية.

5- مبدأ قابلية المقارنة (Comparability)

يُعد من الركائز المهمة في IFRS، إذ يضمن أن التقارير المالية لشركة ما قابلة للمقارنة عبر الزمن (فترات مالية مختلفة) وكذلك مع شركات أخرى تطبق نفس المعايير. هذا المبدأ هو ما يجعل المستثمر قادرًا على تقييم الاتجاهات المالية بدقة، واتخاذ قراراته بثقة أكبر.

المبادئ الأساسية لمعايير المحاسبة الدولية

 جدول مقارنة بين معايير المحاسبة الدولية IFRS والمعايير السعودية

العنصر معايير المحاسبة الدولية (IFRS) معايير المحاسبة السعودية (SOCPA/IFRS Adapted)
الجهة المصدرة مجلس معايير المحاسبة الدولية IASB الهيئة السعودية للمراجعين والمحاسبين (SOCPA)
النطاق الجغرافي مطبقة في أكثر من 140 دولة عالميًا تطبق في السعودية، مع الالتزام الإلزامي للشركات المدرجة في السوق المالية (منذ 2017)
الطبيعة مبنية على المبادئ (Principles-Based) مبنية على IFRS مع تعديلات بسيطة للبيئة المحلية
اللغة الرسمية الإنجليزية العربية (أساسية) + الإنجليزية عند الحاجة
الإفصاح عن الضرائب يقتصر عادة على الضرائب المعمول بها في الدول يشمل الزكاة والضرائب وفق النظام السعودي
التوافق مع الشريعة لا يضع اعتبارًا مباشرًا للأنظمة الشرعية الإسلامية يراعي متطلبات التمويل الإسلامي والمعاملات الشرعية
المستفيد الرئيس مستثمرون عالميون وأسواق المال الدولية المستثمرون المحليون + الالتزام بتشريعات الزكاة والأنظمة المحلية
تطبيق الشركات الصغيرة توجد معايير IFRS موجهة للشركات الصغيرة والمتوسطة SOCPA أصدرت معايير مبسطة للشركات غير المدرجة (SMEs)

الخلاصة:

  • السعودية تطبق IFRS بشكل كبير على الشركات المدرجة، ما يجعل تقاريرها متوافقة مع الأسواق العالمية، وجاذبة لرؤوس الأموال الأجنبية.
  • في نفس الوقت، لا تزال هناك خصوصية سعودية في بعض الجوانب مثل الإفصاح عن الزكاة، استخدام اللغة العربية، ومراعاة التمويل الإسلامي.
  • بمعنى آخر: السعودية لم تنتقل كليًا من المحلية إلى العالمية بل تبنّت نموذجًا هجينًا يجمع بين المعايير الدولية IFRS والتكيف المحلي مع البيئة النظامية والشرعية.

في الختام 

من خلال ما سبق، يتضح أن معايير المحاسبة الدولية (IFRS) أصبحت اليوم لغة مالية مشتركة تربط بين مختلف الاقتصادات والأسواق العالمية، إذ توفر إطارًا موحدًا يعزز الشفافية، ويقوي قابلية المقارنة، ويجذب المستثمرين من شتى أنحاء العالم. وفي الوقت نفسه، حرصت بعض الدول ومنها المملكة العربية السعودية على تبني هذه المعايير مع مواءمتها لخصوصيتها المحلية، لتأخذ بالاعتبار عناصر أساسية مثل الزكاة والضرائب ومتطلبات التمويل الإسلامي، مما أوجد توازنًا فريدًا بين التكامل الدولي والهوية المحلية.

إن نجاح أي اقتصاد في هذا العصر الرقمي المتسارع لا يعتمد فقط على حجم استثماراته أو موارده، بل أيضًا على دقة وموثوقية معلوماته المالية. لذلك فإن تطبيق معايير IFRS، والتدريب المستمر للمحاسبين، وتطوير بيئة تشريعية متوافقة، ستظل عوامل حاسمة في بناء ثقة أكبر بين الشركات والمستثمرين، ودفع عجلة التنمية الاقتصادية نحو مزيد من الانفتاح والازدهار.

وبالتالي، فإن تبني هذه المعايير ليس مجرد خيار محاسبي، بل هو استثمار استراتيجي يضمن استمرارية النمو، ويساعد الدول والشركات على شق طريقها بثبات في قلب الاقتصاد العالمي.

 

Table of ContentsToggle Table of Content

كتب بقلم

وسوم ذات صلة

شارك هذا المحتوي

سجل في نشرة قيود البريدية!

مقالات مشابهة

اقرأ المزيد من مدونة قيود