في عالم الأعمال المتسارع والمتغير باستمرار، تعد السيولة إحدى الركائز الأساسية لاستمرارية ونجاح أي مؤسسة، ولكن ما هي السيولة في المحاسبة بالضبط، ولماذا تعد حيوية لنبض الحياة المالية للشركات؟ تخيل شركة تنمو بسرعة، تمتلك أصولًا ضخمة وأرباحًا متزايدة، ولكن فجأة تجد نفسها عاجزة عن دفع فواتيرها المستحقة أو رواتب موظفيها.. هنا يتجلى جوهر السيولة؛ إذ إن تحقيق الربحية ليس كافيًا لضمان الاستدامة المالية إذا لم تكن هناك سيولة كافية؛ لذا في هذا المقال، سنغوص في مفهوم السيولة، أهميتها، وكيفية إدارتها بكفاءة؛ لضمان بقاء الشركات قوية ومستقرة في وجه التحديات المالية؛ فتابع معنا.
السيولة تعني القدرة على شراء أو بيع ورقة مالية أو أصل بسرعة ودون التأثير الكبير على سعره. ببساطة، تشير السيولة إلى مدى سهولة تحويل الأصل إلى نقد. في مجال الأعمال، تعكس السيولة قدرة الشركة على الوفاء بالتزاماتها قصيرة الأجل، وعادةً ما تُعبر عنها كنسبة أو كنسبة مئوية، مما يقدم رؤية حول الوضع المالي للشركة.
تنقسم السيولة إلى نوعين أساسيين: سيولة السوق والسيولة المحاسبية. سيولة السوق تشير إلى مدى سهولة شراء وبيع الأصول في السوق دون حدوث تغيرات كبيرة في الأسعار. في حين أن السيولة المحاسبية تقيس قدرة الشركة أو الفرد على تلبية الالتزامات المالية باستخدام الأصول المتاحة. يتم عرض معلومات السيولة في الميزانية العمومية للشركة، حيث يتم ترتيب الأصول بناءً على سهولة تحويلها إلى نقد.
إذا كنت تتساءل ما معنى كلمة السيولة؟ فهي أحد المفاهيم المهمة في عالم الأعمال والاستثمار، والتي تشير إلى القدرة على تحويل الأصول إلى نقد بسهولة ودون التأثير الكبير على أسعارها، كما أنها تعكس قدرة الشركة أو الفرد على الوفاء بالتزاماتهم المالية قصيرة الأجل، ويمكن تقسيم السيولة في المحاسبة إلى نوعين رئيسين:
هي السهولة التي يتيحها السوق لبيع وشراء الأصول بأسعار ثابتة؛ فالأصول ذات السيولة العالية في السوق يمكن بيعها أو شراؤها بسهولة دون تغيير كبير في أسعارها.
إن السيولة المحاسبية هي مقياس يدل على مدى سهولة قيام الشركة أو الفرد بسداد التزاماتهم المالية باستخدام الأصول المتوفرة لديهم، وهذه المعلومات يمكن الاطلاع عليها في الميزانية العمومية للشركة، إذ تُعرض الأصول بحسب قدرتها على التحول إلى نقد.
هي مخاطر مهمة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار من قبل المستثمرين والمؤسسات المالية؛ فهي تمثل خطر عدم القدرة على تحويل الأصول إلى نقد في الوقت المناسب وبدون خسارة كبيرة، وتنشأ هذه المخاطر نتيجة لعدة عوامل، منها:
الجدير بالذكر أن مخاطر السيولة تتمثل في احتمال تكبد خسائر؛ نتيجة بيع أصل بسعر منخفض بشكل كبير عن القيمة العادلة له، أو عدم القدرة على الحصول على التمويل اللازم في الوقت المناسب، وبتكلفة مقبولة.
لمواجهة هذه المخاطر، ينصح بتنويع المحفظة الاستثمارية، وتخصيص جزء منها لأصول عالية السيولة، بالإضافة إلى الحفاظ على مستويات سيولة كافية لدى المؤسسات المالية، كما يجب أن يكون لدى المستثمر فهم جيد لطبيعة الأصول التي يستثمر فيها وسيولتها في السوق.
إن نسبة السيولة في المحاسبة تعد واحدة من أهم المؤشرات المالية التي تساعد المستثمرين وصناع القرار على تقييم الوضع المالي للشركة، فيما يلي أهم النقاط الرئيسة حول أهمية هذه النسبة:
إن نسب السيولة تقيس مدى استعداد الشركة لمواجهة الأزمات المالية من خلال تحديد قدرتها على سداد التزاماتها في الأجل القصير؛ وبالتالي هذا يزيد من ثقة المتعاملين مع الشركة.
قياس نسب السيولة يساعد على تجنب الوقوع في حالة من التعثر المالي من خلال متابعة قدرة الشركة على سداد التزاماتها.
نسب السيولة توفر معلومات مهمة حول قدرة الشركة على الوفاء بالتزاماتها المالية القصيرة الأجل؛ مما يساعد المستثمرين والجهات المعنية على تقييم الوضع المالي للشركة بشكل أفضل.
الشركات ذات السيولة المرتفعة تستطيع الاستفادة من الخصومات النقدية عند سداد التزاماتها تجاه البنوك، والدائنين في وقت مبكر.
الشركات ذات نسب السيولة المرتفعة تتمتع بسمعة مالية جيدة، وتكون في موقع تنافسي أفضل مقارنة بالمنافسين.
الحفاظ على مستويات سيولة مناسبة يؤدي إلى القدرة على الوفاء بالالتزامات المالية كدفع الأجور، والالتزامات، وشراء البضائع؛ مما يضمن استمرارية الإنتاج والتشغيل.
الحفاظ على نسب سيولة مرتفعة يساعد على ضمان أن التدفق النقدي الداخل للشركة يفوق التدفق الخارج.
هناك العديد من أنواع نسب السيولة في المحاسبة، والتي تستخدم لتقييم قدرة المنشأة على الوفاء بالتزاماتها قصيرة الأجل، والجدير بالذكر أن كل نسبة لها مميزاتها، وتركز على جانب معين من السيولة؛ مما يساعد المحللين الماليين في تقييم الوضع المالي للمنشأة بشكل شامل، وتتمثل تلك الأنواع فيما يلي:
هذه النسبة تقيس قدرة المنشأة على تسديد التزاماتها قصيرة الأجل باستخدام الأصول المتداولة الأكثر سيولة، مثل: النقد، والأوراق المالية القابلة للتحويل إلى نقد بسرعة، وتُحسب بقسمة مجموع النقد والأوراق المالية القابلة للتداول على إجمالي الخصوم المتداولة.
تُعد هذه النسبة مؤشرًا جيدًا على قدرة المنشأة على سداد التزاماتها قصيرة الأجل في الوقت المناسب.
إذا كان إجمالي الخصوم المتداولة لديك 30.000 ريال سعودي، ويُقدر المخزون ب 20.000 ريال سعودي، وإجمالي الأصول المتداولة 30.000 ريال سعودي، وكذلك المصروفات المدفوعة مقدمًا 10.000 ريال سعودي؛ فهنا يكون حساب النسبة السريعة يساوي 0.9؛ مما يدل على أن المؤسسة تستطيع تغطية الالتزامات المتداولة بما يقدر 90٪ فقط.
هذه النسبة تقيس قدرة المنشأة على تسديد التزاماتها المتداولة باستخدام النقد والأصول شبه النقدية فقط، وتُحسب بقسمة مجموع النقد والأصول شبه النقدية على إجمالي الخصوم المتداولة.
تُعد هذه النسبة مؤشرًا على السيولة الفورية للمنشأة، وقدرتها على الوفاء بالتزاماتها قصيرة الأجل دون الحاجة إلى بيع أصول أخرى.
هذه النسبة تقيس قدرة المنشأة على تسديد التزاماتها المتداولة باستخدام جميع الأصول المتداولة، وتُحسب بقسمة إجمالي الأصول المتداولة على إجمالي الخصوم المتداولة، والجدير بالذكر أن هذه النسبة تعد مؤشرًا عامًا على السيولة، وقدرة المنشأة على الوفاء بالتزاماتها قصيرة الأجل.
إذا كان إجمالي الالتزامات المتداولة لديك 20.000 ريال سعودي، وإجمالي الأصول المتداولة 36.000 ريال سعودي؛ فإن نسبة التداول هنا تكون 1.8.
هذه النسبة توضح قدرة الشركة على توليد التدفقات النقدية من أنشطتها التشغيلية لتغطية التزاماتها قصيرة الأجل، وتحسب بقسمة صافي التدفقات النقدية من الأنشطة التشغيلية على إجمالي الالتزامات المتداولة، وتُعد نسبة جيدة عندما تكون أكبر من 1.
هذا المؤشر يظهر الفرق بين الأصول المتداولة والالتزامات المتداولة، وهو ما يمثل رأس المال العامل الصافي للشركة، وهو أيضًا مؤشر على قدرة الشركة على سداد التزاماتها قصيرة الأجل باستخدام أصولها المتداولة، وكلما كان الرقم أعلى؛ كان ذلك أفضل للشركة.
إذا أردت إنشاء قيد إضافة رأس المال العامل عبر برنامج قيود المحاسبي؛ فما عليك سوى اتباع الخطوات التالية:
هذه النسبة توضح قدرة الشركة على سداد التزاماتها قصيرة الأجل من خلال النقد والأصول شبه النقدية لديها، وتُحسب بقسمة إجمالي النقد والأصول شبه النقدية على متوسط الالتزامات اليومية، وتُعد النسبة جيدة إذا كانت أكبر من 1.
إن نسب السيولة في المحاسبة هي مجموعة من المقاييس المالية التي تُستخدم لتقييم قدرة الشركة على سداد التزاماتها المالية قصيرة الأجل باستخدام أصولها المتداولة، وتُعد هذه النسب واحدة من أهم المؤشرات المالية التي يجب على المحللين الماليين والمستثمرين مراقبتها عند تقييم وضع الشركة المالي.
الآن، لنأخذ مثالًا عمليًا على شركة تدعى "س" التي تعمل في مجال الاستيراد والتصدير، ولنفترض أن الشركة لديها الأرقام التالية في ميزانيتها:
باستخدام هذه البيانات، يمكننا حساب نسب السيولة للشركة:
من خلال هذه النتائج، يمكننا تفسير مركز السيولة للشركة "س" كالآتي:
بشكل عام، تُعد نسب السيولة للشركة "س" جيدة، وتُشير إلى مركز مالي قوي قادر على سداد الالتزامات قصيرة الأجل.
بتطبيق هذه الإجراءات بشكل متكامل، ستتمكن الشركة من زيادة نسب السيولة لديها، وتحسين مركزها المالي بشكل ملحوظ، وتتمثل تلك الإجراءات فيما يلي:
إذا أردت تحميل نموذج أنواع النسب المالية؛ فما عليك سوى الضغط هنا.
إن السيولة في المحاسبة ليست مجرد رقم على دفاتر الحسابات، بل هي نبض الحياة لأي مؤسسة تسعى للنمو والاستدامة، والقدرة على التحرك بسرعة واستغلال الفرص، وحماية الشركة من الصدمات المالية غير المتوقعة، وفي عالم يتغير بسرعة، تصبح السيولة عنصرًا حيويًا يمكن أن يحدد مصير المؤسسات، بين النجاح المستدام والفشل السريع؛ لذا يجب على الشركات تعزيز فهمها وإدارتها للسيولة؛ لضمان البقاء في طليعة المنافسة، والاستفادة من كل فرصة لتحقيق التقدم والازدهار، والجدير بالذكر أنها تعد واحدة من أهم مقاييس الأداء المالي للشركة، وتُشكّل عنصرًا رئيسًا في تقييم قدرتها على الوفاء بالتزاماتها قصيرة الأجل، ويتطلب تحليلها فهمًا معمقًا للعوامل المؤثرة عليها، مثل: هيكل رأس المال، مصادر التمويل، وكذلك إدارة النقدية والاستثمارات.
يجب على المحاسبين والمديرين الماليين الحرص على إدارة السيولة بشكل فعال؛ لضمان استمرارية أعمال الشركة، ونموها على المدى الطويل، ولا يمكن ذلك إلا مع برنامج قيود، والجدير بالذكر أنه يقدم أيضًا لجميع عملائه: أنظمة الفاتورة الإلكترونية، وكذلك نظام نقاط البيع، والمخازن، والعملاء… إلخ؛ مما يجعله أفضل برنامج محاسبة متكامل.
بعد أن علمت ما هي السيولة في المحاسبة؛ جرِّب قيود الآن مجانًا، ولمدة 14 يومًا؛ لأنه برنامج محاسبي يحقق لك ما تريد وأكثر بأقل الأسعار.
انضموا إلى مجتمعنا الملهم! اشتركوا في صفحتنا على لينكد إن وتويتر لتكونوا أول من يطلع على أحدث المقالات والتحديثات. فرصة للتعلم والتطوير في عالم التاجرة والمحاسبة والتمويل. لا تفوتوا الفرصة، انضموا اليوم!