في عالم المال والأعمال، تلعب التفاصيل الدقيقة دورًا محوريًا في تحديد النجاح والاستقرار المالي لأي مؤسسة، ومن بين هذه التفاصيل: تبرز مفاهيم المصروف والإيراد المستحق كعناصر أساسية تتطلب فهمًا عميقًا ودقيقًا، ولكن هل سبق لك أن تساءلت كيف يمكن أن تؤثر هذه المفاهيم على الصورة المالية لشركتك؟ أو كيف يمكن أن يُحدث الفرق بينها فارقًا كبيرًا في تقاريرك المالية؟ انضم إلينا في رحلة استكشافية مثيرة نغوص فيها في أعماق هذه المصطلحات المحاسبية عبر هذا المقال؛ لنكتشف سحر الأرقام وأسرار النجاح المالي؛ فتابع معنا.
هو مفهوم مهم في مجال المالية والمحاسبة، إذ يشير إلى النفقات التي يجب على المؤسسة أو الشركة تسديد قيمتها وفقًا لالتزاماتها المالية في فترة زمنية معينة، والجدير بالذكر أن هذه النفقات تُسجل في التقارير المالية وفقًا لمفهوم المطالبة الاقتصادية، إذ يُعد المصروف مستحقًا في الوقت الذي ينشأ فيه الالتزام المالي، سواء كان ذلك بمجرد استهلاك الموارد أو تلقي الخدمات.
من أهم البنود التي تُدرج ضمن المصروف المستحق:
بالمجمل، يتعين على الشركات والمؤسسات إدراج وتقييم هذه النفقات بدقة في تقاريرها المالية؛ لضمان الالتزام بالتزاماتها المالية، والتخطيط لإدارة النفقات بكفاءة، ولا تنسَ أن تفهُّم المصروف المستحق يساعد على فهم الوضع المالي للشركة واستراتيجياتها المستقبلية للنمو والتنمية.
لنفرض أن هناك شركة تقوم بإعداد حساباتها المالية سنويًا، وتنتهي سنتها المالية في 31 ديسمبر، في نهاية السنة المالية في 31/12/2022م كانت الشركة مدينة بمبلغ 60.000 ريال سعودي كإيجار لمكتبها، ولكن لم تدفع هذا المبلغ حتى بداية السنة المالية الجديدة 2023.
إليك كيف يمكن تسجيل هذه العملية محاسبيًا:
في نهاية السنة المالية، يجب على الشركة إثبات المصروف المستحق؛ لتكن الحسابات دقيقة، وتعكس جميع الالتزامات المالية حتى ذلك التاريخ، القيد المحاسبي لإثبات المصروف المستحق سيكون كالتالي:
هذا القيد يعبر عن أن الشركة تعترف بأنها مدينة بمبلغ الإيجار المستحق، ولكنه لم يُدفع بعد.
عندما تسدد الشركة المبلغ المستحق في بداية السنة المالية الجديدة؛ يجب إغلاق حساب المصروف المستحق، وتسجيل السداد، والجدير بالذكر أن القيد المحاسبي للسداد سيكون كالتالي:
هذا القيد يعبر عن أن الشركة دفعت المبلغ المستحق، واستخدمت النقدية لتسديد هذا الالتزام.
بهذا الأسلوب، تضمن الشركة أن حساباتها المالية تعكس جميع المصروفات المستحقة في نهاية السنة المالية السابقة، وأن تلك المصروفات قد سُدِّدت في السنة المالية الجديدة؛ مما يساعد في الحفاظ على دقة وشفافية السجلات المالية.
هو المبلغ الذي يجب أن تسجله الشركة في تقاريرها المالية عندما يُتأكد من تحقيقه اقتصاديًا بغض النظر عن استلام النقدية الفعلية؛ وبالتالي هذا يعني أن الشركة تكون قد قدمت منتجات أو خدمات، وتكون قادرة بشكل معقول على جمع النقود المستحقة.
تشمل العناصر التي يتضمنها الإيراد المستحق:
هي المبالغ المستحقة من بيع المنتجات أو الخدمات للعملاء، تُسجل هذه العائدات في السجلات المحاسبية بمجرد تحقيق المبيعات واستلام المدفوعات.
المبالغ المستحقة عن الخدمات التي قدمتها الشركة، فعلى سبيل المثال: إذا قدمت الشركة خدمات استشارية، واتُفِق على دفع مبلغ معين مقابل هذه الخدمات؛ فإن هذا المبلغ يُعد إيرادًا مستحقًا.
تشمل العائدات من مصادر أخرى، مثل: الفوائد المستحقة على الودائع أو العائدات من الاستثمارات في الأوراق المالية، تُسجل هذه الإيرادات في السجلات المالية عند تحققها.
من خلال تسجيل الإيرادات المستحقة، تضمن الشركة دقة تقاريرها المالية، وتعكس الحالة المالية الفعلية للأعمال التجارية بشكل أفضل؛ وبالتالي يتيح هذا للشركات تخطيط مواردها، وإدارة تدفقاتها النقدية بشكل أكثر فعالية، ويساعدها على اتخاذ قرارات مالية أكثر دقة، واستنادًا إلى معلومات موثوقة.
لنفترض أن هناك شركة تقدم خدمات استشارية، وأتمت مشروعًا في 31/12/2023م، ولكن العميل لم يسدد بعد الرسوم المستحقة بقيمة 50000 ريال سعودي، وسُدِّد المبلغ في 15/1/2024م.
قيد إثبات الإيراد المستحق في 31/12/2023م
قيد إغلاق الإيراد المستحق عند التحصيل في 15/1/2024م
بهذا الشكل، يُسجل الإيراد في السنة المالية الصحيحة (2023) على الرغم من أن المبلغ حُصِّل في السنة المالية التالية (2024).
إن المصروف والإيراد المستحق هما مفهومان أساسيان في المحاسبة والتمويل، يقدمان صورة دقيقة عن الوضعة المالي للشركة، ويختلف كل منهما في كيفية تأثيره على الأداء المالي للشركة، والجدير بالذكر أن فهم هذه الاختلافات يساعد في تقييم دقيق للأداء المالي؛ لذا إليك شرحًا تفصيليًا حول كل منهما:
هو المبلغ الذي التزمت الشركة بدفعه مقابل الحصول على سلع أو خدمات، لكنه لم يُدفع بعد عند وقت تسجيله في الحسابات، وتُسجل هذه المصروفات في الجانب الائتماني من الميزانية العمومية؛ مما يعني أنها تؤدي إلى تقليل صافي الدخل للشركة.
المصروف المستحق يقلل من صافي الدخل في فترة تسجيله، إذ يُعد التزامًا ماليًا على الشركة، ويظهر في الميزانية العمومية كخصم على حقوق المساهمين.
هو المبلغ الذي تستحقه الشركة من عملائها أو من مصادر أخرى؛ نتيجة تقديم خدمات أو بيع منتجات، لكنه لم يُحصَّل بعد عند وقت تسجيله في الحسابات، تُسجل هذه الإيرادات في الجانب المدين من الميزانية العمومية؛ مما يعني أنها تسهم في زيادة صافي الدخل للشركة.
الإيراد المستحق يزيد من صافي الدخل في فترة تسجيله، إذ يُعد دخلًا مستحقًا للشركة، ويظهر في الميزانية العمومية كزيادة في حقوق المساهمين.
وجه المقارنة | المصروف المستحق | الإيراد المستحق |
التسجيل في الميزانية العمومية | يُسجل التزام (ائتماني) | يُسجل كأصل (مدين) |
التأثير على صافي الدخل | يقلل من صافي الدخل | يزيد من صافي الدخل |
الطبيعة المحاسبية | يمثل التزامات الشركة التي لم تُدفع بعد. | يمثل حقوق الشركة التي لم تُحصَّل بعد. |
يلعب المصروف والإيراد المستحق دورًا حيويًا في تقديم صورة دقيقة عن الأداء المالي للشركات في تقارير الأرباح والخسائر، هذه العناصر تعد من الأدوات المحاسبية الأساسية التي تؤثر بشكل مباشر على الربح الصافي للشركة في الفترة المالية الحالية، ولفهم تأثيرهما سنستعرض كل منهما بالتفصيل كالتالي:
عند تسجيل المصروف المستحق في التقارير المالية، يعد كنفقة تؤثر على الربح الصافي للشركة في الفترة الحالية؛ وبالتالي هذا يعني أن وجود مصروفات مستحقة سيؤدي إلى تخفيض الأرباح المتاحة للفترة المحاسبية الجارية.
إذا قامت الشركة بشراء مواد خام أو الحصول على خدمات ولم تسدد قيمتها بعد، تسجل قيمة هذه المشتريات كمصروف مستحق في تقرير الأرباح والخسائر؛ وبالتالي هذا التسجيل سيؤدي إلى خفض صافي الربح للفترة المالية الحالية؛ لأنه يُعَد تكلفة تحمَّلتها الشركة دون أن تكون قد سددتها بعد.
على الجانب الآخر، الإيراد المستحق يُسجل في التقارير المالية، ويعكس زيادة في الإيرادات المعلنة للشركة في الفترة الحالية؛ مما يؤدي إلى رفع مستوى الربح الصافي.
إذا قامت الشركة بتقديم خدمات للعملاء ولم تستلم الدفع النقدي بعد، تُسجل قيمة هذه الخدمات كإيراد مستحق في تقرير الأرباح والخسائر؛ وبالتالي هذا التسجيل يزيد من الإيرادات المعلنة للفترة المالية الحالية؛ مما يعزز الربح الصافي المعلن.
إن فهم وتطبيق المصروفات المستحقة والإيرادات المستحقة هو جزء حيوي من الممارسات المحاسبية الصحيحة؛ مما يساعد في تقديم تقارير مالية دقيقة وموثوقة تعكس الوضع المالي الحقيقي للشركة، ومن مميزات المصروف والإيراد المستحق ما يلي:
تسجيل المصروفات المستحقة والإيرادات المستحقة يضمن أن التقارير المالية تعكس الواقع بدقة، وتساعد في تقديم صورة واضحة عن الوضع المالي للشركة.
يتطلب الامتثال للمعايير المحاسبية، مثل: المعايير الدولية للتقارير المالية (IFRS)، أو المبادئ المحاسبية المقبولة عمومًا في الولايات المتحدة (GAAP)، استخدام مبدأ الاستحقاق في تسجيل الإيرادات والمصروفات.
توفر التقارير المالية الدقيقة بيانات موثوقة يمكن استخدامها لاتخاذ قرارات مالية وإدارية مستنيرة.
يمكن من خلال هذه العملية تقييم الأداء المالي الحقيقي للشركة خلال فترة معينة، فبدلًا من الاعتماد فقط على التدفقات النقدية التي قد لا تعكس جميع جوانب الأداء المالي.
لإضافة المصاريف والإيرادات المستحقة على برنامج قيود، يجب اتباع خطوات محددة للتأكد من دقة واكتمال العملية، والتي تتمثل فيما يلي:
المصروف المستحق هو المبلغ الذي التزمت الشركة بدفعه مقابل الحصول على سلع أو خدمات، لكنه لم يُدفع بعد عند وقت تسجيله في الحسابات. يُسجل هذا المبلغ في الجانب الائتماني من الميزانية العمومية.
البنود التي تُدرج ضمن المصروف المستحق تشمل:
تسجيل المصروفات المستحقة يقلل من صافي الدخل للشركة في الفترة المحاسبية التي يُسجل فيها، مما يضمن دقة التقارير المالية.
الإيراد المستحق هو المبلغ الذي تستحقه الشركة من عملائها أو من مصادر أخرى نتيجة تقديم خدمات أو بيع منتجات، لكنه لم يُحصَّل بعد عند وقت تسجيله في الحسابات. تُسجل هذه الإيرادات في الجانب المدين من الميزانية العمومية.
الأمثلة الشائعة للإيرادات المستحقة تشمل:
تسجيل الإيرادات المستحقة يزيد من صافي الدخل للشركة في الفترة المحاسبية التي يُسجل فيها، مما يعكس الأداء المالي الحقيقي للشركة.
الفرق الرئيسي بينهما هو:
يتم تسجيل المصروف المستحق من خلال القيد التالي في نهاية الفترة المحاسبية:
يتم إغلاق المصروف المستحق عند السداد من خلال القيد التالي:
يتم تسجيل الإيراد المستحق من خلال القيد التالي في نهاية الفترة المحاسبية:
يتم إغلاق الإيراد المستحق عند التحصيل من خلال القيد التالي:
تسجيل المصروفات والإيرادات المستحقة يضمن أن التقارير المالية تعكس الواقع بدقة، مما يساعد في تقديم صورة واضحة عن الوضع المالي للشركة والامتثال للمعايير المحاسبية.
المعايير المحاسبية التي تتطلب استخدام مبدأ الاستحقاق تشمل:
يُعد فهم الفروقات بين المصروف والإيراد المستحق أمرًا بالغ الأهمية لكل من يعمل في مجال المحاسبة والمالية، والجدير بالذكر أن التفريق بين هذه المصطلحات يساعد على تقديم صورة دقيقة وشاملة عن الوضع المالي للشركة؛ مما يساهم في اتخاذ قرارات مالية مدروسة ومستدامة؛ لذا من خلال التعمق في هذه المفاهيم، وتطبيقها بفعالية؛ يمكن للمؤسسات تحسين أدائها المالي، وتحقيق أهدافها الاستراتيجية بمرونة وثقة أكبر.
الجدير بالذكر أن برنامج قيود يعد أفضل برنامج محاسبة متكامل يمكّنك من إضافة المصاريف والإيرادات المستحقة عليه بكل سهولة ويسر، كما يقدم لك أنظمة الفاتورة الالكترونية، وكذلك نظام نقاط البيع، والمخازن، والعملاء… وهكذا دواليك.
عزيزي القارئ، بعد معرفة الفرق بين المصروف والإيراد المستحق،؛ جرِّب قيود الآن مجانًا، ولمدة 14 يومًا؛ فهو برنامج محاسبي يضمن لك دوام التقدم والازدهار في عملك.