في عالم الأعمال المعقد والديناميكي، تقف بعض الأدوار بوصفها العصب الحساس الذي يضمن توازن الأداء المالي ورسم مسارات النجاح المستقبلي، من بين هذه الأدوار يبرز المراقب المالي، الشخصية المحورية التي تجمع بين دقة الحسابات وفن الإدارة، والجدير بالذكر أن هذا المحترف لا يقتصر دوره على مراقبة الأرقام، بل يمتد ليشمل تحليل البيانات، استشراف المستقبل المالي، وتقديم الاستشارات الحيوية التي تؤثر في اتخاذ القرارات الاستراتيجية؛ لذا إن فهم دوره يمنحنا نظرة أعمق على كيفية إدارة الثروات بفعالية، وضمان استدامة الأعمال في مواجهة التحديات المتغيرة، وفي هذا المقال سنتعرف على ذلك؛ فتابع معنا.
هو مسؤول تنفيذي بارز في الشركة يشرف على جميع الأنشطة المالية اليومية، ويطلق عليه أحيانًا "مؤرخ الشركة"؛ بسبب دوره في إدارة وتوثيق الحسابات والسجلات المالية، والجدير بالذكر أن وظيفة المراقبين الماليين تعد أساسية لضمان سلامة العمليات المالية، والتوافق مع المعايير المحاسبية والتنظيمية.
يلعب المراقب المالي دورًا حيويًا في تحقيق استقرار ونمو المؤسسة من خلال إدارة الأنشطة المالية، وضمان الشفافية والدقة في التقارير المالية، إذ ينقسم دوره إلى أربع فئات رئيسة وفقًا لجمعية المحاسبين الإداريين:
الجدير بالذكر أن المراقب المالي يخصص معظم وقته لمهام الإدارة والتشغيل، بينما تُشكل مهام التحفيز والاستراتيجية حوالي 30% من وقته، ويمكن توضيح ما سبق بشكل أكثر تفصيلًا فيما يلي:
أحد أهم مسؤوليات المراقبين الماليين هي حماية موارد الشركة والحفاظ عليها، ويشمل ذلك مراقبة الأصول والالتزامات والتأكد من استخدامها بكفاءة وفعالية، كما أنه يضمن أن جميع الأنشطة المالية تتماشى مع السياسات والإجراءات المالية المعتمدة؛ مما يساعد في تجنب الاحتيال، وسوء الاستخدام.
يُعَد إعداد التقارير المالية الدقيقة من المسؤوليات الأساسية للمراقب المالي، وتتضمن هذه التقارير:
الجدير بالذكر أن هذه التقارير توفر معلومات مهمة تساعد الإدارة العليا في اتخاذ القرارات المالية الصائبة، وتقييم الأداء المالي للمؤسسة.
يلعب المراقب المالي دور المشغل من خلال إدارة كافة الأنشطة المالية اليومية بكفاءة، إذ يشمل ذلك:
يسعى المراقبون الماليون إلى تحسين العمليات المالية؛ لتحقيق أعلى مستوى من الكفاءة والفعالية.
كذلك يسعى المراقب دائمًا إلى تحسين العمليات المالية داخل المؤسسة، ويشمل ذلك: تطبيق أفضل الممارسات المالية، واستخدام التكنولوجيا المالية الحديثة؛ لتحسين الكفاءة وتقليل التكاليف، كما أنه يشرف على التدقيق الداخلي؛ لضمان الالتزام بالسياسات المالية والإجراءات المعتمدة.
كمحفز، يضمن المراقب توفير المعلومات الصحيحة في الوقت المناسب لدعم تنفيذ الأعمال، وتشمل هذه المعلومات: التحليلات المالية، والتقارير الخاصة، والتوقعات المالية التي تساعد في اتخاذ القرارات التشغيلية السريعة والصحيحة؛ مما يسهم في تحسين أداء المؤسسة، وتحقيق أهدافها القصيرة والطويلة الأجل.
يلعب المراقب المالي دورًا محوريًا في دعم تنفيذ القرارات من خلال تقديم توصيات مالية تستند إلى تحليلات دقيقة وبيانات موثوقة؛ وبالتالي يساعد ذلك في اتخاذ قرارات مستنيرة تعزز من كفاءة العمليات التشغيلية، وتدعم تحقيق الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة.
في إطار الاستراتيجية، يساهم المراقبون الماليون في دعم المديرين التنفيذيين في تحريك الشركة نحو مهمتها وأهدافها، إذ يوفرون التحليلات المالية التي تساعد في وضع استراتيجيات النمو والتوسع، وتقييم الفرص والمخاطر المحتملة.
من مهام المراقب المالي أنه يساهم أيضًا في التحليل الاستراتيجي من خلال تقديم رؤى مالية تساعد في تحديد الاتجاهات السوقية، وتحليل المنافسة، بالإضافة إلى تقييم الأداء المالي مقارنة بالمنافسين، والجدير بالذكر أن هذه التحليلات تساعد في اتخاذ قرارات استراتيجية تعزز من تنافسية المؤسسة، وتدعم نموها المستدام.
يوضح الشريط الزمني لتوزيع وقت المراقب المالي أن معظم وقته يتركز على مهام الإدارة والتشغيل، بينما تُشكل مهام التحفيز والاستراتيجية معًا حوالي 30% من وقته، والجدير بالذكر أن هذا التوزيع يعكس أهمية التركيز على العمليات اليومية والتقارير المالية الدقيقة، بالإضافة إلى توفير الدعم الاستراتيجي والتنفيذي؛ لضمان تحقيق الأهداف المؤسسية.
المراقب المالي
يلعب المراقبون الماليون دورًا حيويًا ومحوريًا في إدارة الشؤون المالية لأي شركة، وتتضمن مسؤوليتهم الرئيسة فيما يلي:
من أهم مهام المراقب هي التأكد من أن جميع الفواتير يوافق عليها وتُرمز بشكل صحيح في الدفتر العام، والجدير بالذكر أن هذه العملية تتطلب دقة واهتمامًا كبيرًا بالتفاصيل؛ لضمان صحة السجلات المالية.
يُعد مراقبة وموازنة التدفقات النقدية الداخلة والخارجة من الشركة جزءًا أساسيًا من مسؤوليات هذا المراقب المالي، إذ يجب أن يكون هناك توازن بين السيولة المتاحة والالتزامات المالية المستحقة؛ لتحسين استثمارات الشركة، وضمان استمراريتها.
يتعاون المراقب المالي مع المدققين الماليين الخارجيين، ومدققي الامتثال والضرائب؛ لضمان أن جميع عمليات المراجعة تتم بكفاءة ودقة، والجدير بالذكر أن هذا التعاون يساعد في تحديد النقاط الضعيفة، وتحسين النظام المالي للشركة.
يقوم المراقب كذلك بإنشاء ومراقبة سياسات الشركة والضوابط الداخلية، خصوصًا ضوابط الإنفاق، ولا بد أن نعلم أن هذه السياسات تهدف إلى حماية أصول الشركة والحد من الاحتيال المالي؛ مما يعزز من سلامة النظام المالي الداخلي.
يساهم المراقب في إعداد الميزانية السنوية للشركة، وذلك من خلال دمج البيانات التاريخية وتحليل الاتجاهات المستقبلية؛ وبالتالي هذا يساعد في التخطيط المالي، ويضمن استخدام الموارد بشكل فعّال.
يشمل دور المراقبون الماليون إدارة اتفاقيات القروض الخاصة بالشركة، وجمع الأموال المستحقة لها من العملاء؛ وبالتالي هذا يتطلب فهمًا عميقًا للشروط المالية والقدرة على التفاوض؛ لضمان مصلحة الشركة.
يعمل المراقب على تطوير الاستراتيجيات المالية، بما في ذلك: خطط تقليل المخاطر والتنبؤ بالفرص، والجدير بالذكر أن هذه الاستراتيجيات تهدف إلى تحسين الوضع المالي للشركة، وتحقيق أهدافها طويلة الأجل.
من المهم أن يضمن المراقب المالي امتثال الشركة للقوانين المحلية وأحكام الضرائب واللوائح المالية والصناعية ذات الصلة، والجدير بالذكر أن هذا الامتثال يساعد في تجنب الغرامات والعقوبات القانونية.
تقديم التقارير المالية الدقيقة والتحليلات المفصلة هو جزء أساسي من عمل هذا المراقب، إذ إن هذه التقارير تساعد الإدارة العليا في اتخاذ قرارات مستنيرة تستند إلى بيانات مالية موثوقة.
يسعى المراقبون الماليون دائمًا إلى تحديد الكفاءات والفرص لخفض التكاليف في جميع أنحاء الأعمال، والجدير بالذكر أن هذا يمكن أن يشمل تحسين العمليات، وتخفيض الإنفاق غير الضروري.
هذا بالإضافة إلى ما يلي:
إن المدير المالي والمراقب المالي هما منصبان مهمان في أي منظمة، ولكل منهما مجموعة من المسؤوليات المحددة التي تساهم في الإدارة المالية الفعالة للشركة، ويمكن توضيح الفرق بينهما من خلال النقاط الرئيسة التالية:
وجه الاختلاف | المدير المالي | المراقب المالي |
حجم المنظمة | يتولى دورًا خارجيًا بشكل أكبر في المنظمات الكبيرة، خاصة عندما تصل الإيرادات إلى 35-50 مليون دولار، أو عند التفكير في معاملات مالية معقدة. | يظل مسؤولًا عن العمليات الداخلية في إعداد البيانات المالية بدقة، وفي الوقت المناسب. |
المسئوليات |
تشمل جميع الأنشطة المالية، مثل:
|
يركز على:
|
الدور الخارجي | العمل مع الأسواق المالية، وعمليات الدمج والاستحواذ. | قلما يتعامل مع الأسواق الخارجية، ويركز أكثر على الداخل. |
الدور الداخلي | إشراف عام على جميع الجوانب المالية، ولكنه ليس مفصلًا في العمليات اليومية. | مسؤول عن إعداد البيانات المالية، والتأكد من دقتها وفي الوقت المناسب. |
التفاعل مع الآخرين | يتفاعل بشكل مباشر مع المستثمرين ومجلس الإدارة والشركاء الخارجيين. | يتفاعل بشكل رئيس مع الأقسام الداخلية؛ لضمان دقة العمليات المالية. |
التركيز | استراتيجيات طويلة الأمد والتخطيط المالي المستقبلي. | العمليات اليومية، والضوابط المالية الداخلية. |
يمكن معرفة الفرق بين المحاسب العام والمراقب المالي من خلال الجدول التالي:
وجه الاختلاف | المحاسب العام | المراقب المالي |
التصنيف القانوني | صُنِّف كعون تنفيذ. | صُنِّف كعون رقابة. |
الدور الرئيس | تنفيذ العمليات المالية والإدارية. | مراقبة العمليات المالية، وضمان الالتزام بالقوانين واللوائح. |
المهام الأساسية |
|
|
المسؤولية | تنفيذ القرارات المالية والمحاسبية. | ضمان الشفافية والنزاهة في العمليات المالية. |
الأدوات المستخدمة |
|
|
الأهداف | تحقيق الدقة والكفاءة في التسجيل والمعاملات المالية. | حماية الأموال العامة، ومنع الفساد المالي. |
العلاقة مع الجهات الأخرى | يتعاون مع الإدارات المختلفة لتنفيذ العمليات المالية. | يتعاون مع المحاسبين والمديرين؛ لضمان الامتثال المالي. |
يلعب المراقبون الماليون دورًا حيويًا في المؤسسات، وتتزايد أهمية استخدامهم لبرامج محاسبية، مثل: قيود؛ لضمان دقة وسلامة العمليات المالية، هذا بالإضافة إلى ما يلي:
لا يمكن إنكار الأهمية المحورية التي يحتلها المراقب المالي في أي منظمة، إذ إن دوره يتعدى مجرد إعداد التقارير المالية؛ ليصبح حجر الزاوية في التخطيط الاستراتيجي، واتخاذ القرارات المدروسة التي تضمن استدامة النمو والنجاح، والجدير بالذكر أنه عبر الاستفادة من خبراته وتحليلاته العميقة؛ يمكن للمؤسسات أن تحقق توازنًا دقيقًا بين تحقيق الأرباح والالتزام بالمعايير الأخلاقية والقانونية؛ لذا فإن الاستثمار في تطوير مهارات هذا المراقب والاعتماد على رؤاه يمثل خطوة أساسية نحو بناء مستقبل مالي مستقر ومزدهر.
الجدير بالذكر أن ذلك يكون عبر استخدام برنامج محاسبة، مثل قيود، والذي يساعد المراقب المالي كثيرًا، كما يقدم له: أنظمة الفاتورة الإلكترونية، وكذلك نظام نقاط البيع، والمخازن، والعملاء… وهكذا دواليك.
بعد معرفتك من هو المراقب المالي؛ جرِّب قيود الآن مجانًا، ولمدة 14 يومًا؛ فهو برنامج محاسبي يمثل خطوة أساسية نحو بناء مستقبل مزدهر.