القيد المفرد وآلية تطبيقها مع أمثلة عملية توضيحية

في عالم المحاسبة، إذ تتقاطع الأرقام مع القرارات الاستراتيجية، يظهر القيد المفرد كأداة سحرية تحمل في طياتها القدرة على تبسيط التعقيدات المالية، ولكن قد يبدو للوهلة الأولى أنه مجرد إجراء تقني؛ إلا أنه في الواقع يمثل حجر الأساس للشفافية والمصداقية، فهل تعلم أن كل عملية مالية -مهما كانت صغيرة- تُسجل بدقة؛ مما يتيح للمحاسبين ورجال الأعمال رؤية واضحة لماضيهم المالي ومستقبلهم المحتمل؟ لذا في هذه المقالة، سنغوص في أعماق القيود المفردة، مستكشفين تأثيرها على دقة السجلات المالية، وكيف يمكن أن تسهم في اتخاذ قرارات أكثر وعيًا؛ لذا دعنا نبدأ هذه الرحلة معًا، ونكتشف سحر هذا النوع من القيود.

ما معنى القيد المفرد؟

هو أسلوب محاسبي يقوم على تسجيل كل معاملة مالية في حساب واحد فقط؛ مما يجعل عملية التسجيل بسيطة وأقل تكلفة، فبدلًا من نظام القيد المزدوج الذي يتطلب توثيق المعاملات في حسابين متقابلين؛ يعتمد القيد المفرد على دفتر نقدي يسجل تفاصيل المعاملات، مثل: التاريخ والوصف، وما إذا كانت تتعلق بمصاريف أو دخل،والجدير بالذكر أن هذا الدفتر يحوي فقط حسابات الدائنين والمدينين دون الحاجة إلى دفتر أستاذ. 

في هذا النظام، تدون جميع المعاملات في الدفتر النقدي، متجاهلين مبادئ القيد المزدوج التقليدية، كما أن الحسابات الاسمية والحقيقية لا تُستخدم في هذا النظام، إذ تسجل العمليات التجارية بشكل مباشر دون تصنيفها تحت بنود، مثل: الأصول، أو الخصوم، أو المصروفات.

الجدير بالذكر أن هذا النهج يساعد في تتبع المطلوبات والموجودات بسهولة، وتقييم الربحية عند انتهاء الفترة المحاسبية.

ما هي نظرية القيد المفرد في المحاسبة؟ 

نظرية القيد المفرد في المحاسبة هي أساس لتقييم الأصول والالتزامات عند بدء وانتهاء السنة المالية، ففي بداية السنة، تستخدم القيود المفردة لتحليل الموارد المالية المتاحة، بما يشمل: الأرصدة في الحسابات الأساسية التي يمكن اعتبارها رأس مال، كما تقوم هذه القيود بتحديد الالتزامات والديون المستحقة في بداية الفترة المالية.

مع نهاية الفترة المحاسبية، يُعاد تقييم القيم المتبقية من الأصول والالتزامات باستخدام القيد المفرد، والجدير بالذكر أن المعادلة الرئيسة التي تُربط من خلالها الحسابات هي: 

• رأس المال = الأصول - الالتزامات.

الجدير بالذكر أن هذا النظام يركز على رأس المال في بداية ونهاية الفترة المحاسبية؛ لأنه يتيح حساب مكاسب أو خسائر الشركة من خلال مقارنة رأس المال في نهاية السنة مع رأس المال في بدايتها.

المعادلات المستخدمة في نظرية القيود المفردة

المعادلات المستخدمة في هذه النظرية كالتالي:

• رأس المال في بداية الفترة = الأصول في بداية الفترة - الالتزامات في بداية الفترة.
• صافي الربح أو الخسارة = رأس المال في نهاية الفترة - رأس المال في بداية الفترة.
• رأس المال في نهاية الفترة = الأصول في نهاية الفترة - الالتزامات في نهاية الفترة.

الجدير بالذكر أن هذه الطريقة تساعد على إعطاء نظرة عامة عن الحالة المالية للمؤسسة دون الدخول في تعقيدات القيد المزدوج.

كيفية عمل القيد المفرد 

القيد المفرد هو عملية تسجيل مالية تتضمن استخدام حساب واحد فقط في دفتر الحسابات، دون الحاجة إلى حساب مقابل، بمعنى آخر: تُسجل المعاملة المالية باستخدام حساب واحد فقط دون التفرع إلى حساب آخر، وإليك كيفية تطبيق هذا النوع من القيود:

• تسجيل عملية واحدة: يحدد الحساب الذي يتأثر بالعملية المالية وتسجيله مباشرةً في دفتر الحسابات، هنا لا يتطلب تسجيل حساب مقابل.
• اتباع قواعد الحسابات: يُحدد الجانب المدين أو الدائن بناءً على نوع العملية المالية.
• توثيق المعاملات: يجب توثيق المعاملة بالكامل؛ متضمنةً تاريخها، والحساب المستخدم، ووصف العملية، والمبلغ المعني.
• التأكد من توازن القيد: رغم أنه يستخدم حسابًا واحدًا فقط؛ فيجب التأكد من أن الجوانب المدينة والدائنة في الحساب متوازنة.

بهذا الشكل، يُسهم القيد المفرد في تبسيط عملية التسجيل المحاسبي، مع الالتزام بقواعد أساسية؛ لضمان الدقة والوضوح.

أمثلة 

لتطبيق القواعد المذكورة سابقًا؛ يمكننا النظر في الأمثلة التالية: 

• عند استلام النقود من العميل؛ تسجل هذه العملية في الجانب المدين. 
• أما إذا دُفع ثمن البضائع المورد؛ فتسجل العملية في الجانب الدائن.
• عند بيع البضائع بالائتمان؛ تخصم هذه العملية من الحساب الشخصي للعميل.
• في حال استثمرت أموال في الشركة؛ فإن حساب رأس المال يُدان.

خطوات تسجيل القيد المفرد 

يعد تسجيل القيود المفردة خطوة جوهرية في المحاسبة، إذ تسهم في توثيق العمليات المالية بدقة وتنظيم، والجدير بالذكر أن هذه العملية تتطلب اتباع خطوات بسيطة تضمن صحة البيانات المالية والتقارير المحاسبية، وفيما يلي الخطوات الأساسية لتسجيل القيد المفرد:

• تحديد العملية المالية: تبدأ العملية بتحديد المعاملة المالية التي ستسجل، قد تكون عملية شراء، بيع، سداد دين، استلام أموال… إلخ. 
• اختيار الحساب المناسب: في تسجيل القيود المفردة، نستخدم حسابًا واحدًا فقط، ويُختار هذا الحساب بناءً على نوع وطبيعة العملية. 
• تسجيل العملية: بعد تحديد الحساب، تسجل المعاملة في دفتر الحسابات، مع تدوين اسم الحساب، وقيمة العملية المالية المرتبطة به.
• توثيق العملية: لضمان دقة التسجيل؛ يجب توثيق العملية بالشكل المناسب، متضمنًا تاريخ المعاملة، ووصفًا موجزًا لها.
• التدقيق والمراجعة: بعد إتمام تسجيل العملية؛ يجب مراجعة القيد، والتحقق من مطابقته للمستندات المالية المعتمدة؛ لضمان دقة التسجيلات المحاسبية.

الجدير بالذكر أن هذه الخطوات تضمن تسجيلًا دقيقًا ومنظمًا للعمليات المالية؛ مما تسهم في الحفاظ على صحة التقارير المحاسبية.

النموذج التالي يوضح فيه الشكل العملي للقيد المفرد:

مثال عملي على المحاسبة بطريقة القيد المفرد

بعض العمليات الجارية التي حدثت لشركة فردية متخصصة في قطع الغيار:

• سدد أحد العملاء مبلغ 120.000 ريال سعودي لشراء بضائع من أحد المتاجر في 1/2/2023.
• بينما اشترى المتجر جهازًا كهربائيًا بتاريخ 31/2/2023م للمتجر بالآجل بمبلغ 10.000 ريال سعودي.
• وكان إجمالي النقدية التي بدأ بها المتجر الفترة المحاسبية هو 100.000 ريال سعودي.
• إجمالي رصيد الدائنين قيمته 20.000 ريال سعودي.

المطلوب: تسجيل القيود المفردة

الحل

حساب الربح والخسارة في نظام القيود المفردة

بعد تسجيل القيود الفردية على مدار الفترة المحاسبية؛ تأتي الخطوة التالية، وهي: حساب إجمالي الرصيد لكل حساب رئيس، ومن خلال معرفة قيمة رأس المال في بداية ونهاية الفترة؛ يمكننا حساب الربح أو الخسارة بدقة. 

بعد ذلك، تُرتب الأرصدة بطريقة منظمة؛ لتسهيل المقارنة والتحليل، إذ تُصنف الحسابات بناءً على طبيعتها، ونوعية العمليات التي تمثلها، وعادةً ما يكون هذا الترتيب بالشكل التالي:

مثال

توفرت البيانات التالية عن أحد المشاريع الفردية (مبالغ بالريال السعودي):

عمليات إضافية:

• سحب من رأس المال بقيمة 100.000.
• إضافة إلى رأس المال بقيمة 50.000.

المطلوب حساب إجمالي الربح والخسارة:

• • رأس المال في بداية الفترة المحاسبية = الموجودات في بداية الفترة المحاسبية - المطلوبات في بداية الفترة المحاسبية.

• = (120.000 + 80.000 + 60.000) - 30.000 = 230.000

• • رأس المال في نهاية الفترة المحاسبية = الموجودات في نهاية الفترة المحاسبية - المطلوبات في نهاية الفترة المحاسبية.

• = (200.000 + 140.000 + 100.000) - 50.000 = 390.000.

• • إجمالي الربح والخسارة = رأس المال آخر المدة – رأس المال أول المدة + (الإضافات – المسحوبات).

• = 390.000 - (230.000 + 50.000 - 100.000) = 210.000.

نظام مسك الدفاتر بالقيد المفرد 

يعد نظام مسك الدفاتر بالقيد المفرد أداة مهمة لتنظيم وتسجيل المعاملات المالية في مكان واحد؛ مما يمكّن الشركات والأفراد من متابعة حالتهم المالية بسهولة ودقة، والجدير بالذكر أن هذا التنظيم يسهل عملية استرجاع المعلومات عند الحاجة، ويساعد في تحليل الأداء المالي، وإعداد التقارير. 

في نظام القيد المفرد، تُسجل كل معاملة مالية في حساب واحد؛ مما يجعل من السهل تتبعها وفهمها، إذ تُضم جميع القيود بدءًا من الرصيد الافتتاحي لكل حساب وصولًا إلى الرصيد النهائي؛ مما يمنح نظرة شاملة عن النشاط المالي للشركة خلال الفترة المحاسبية. 

الجدير بالذكر أنه مع الحفاظ على دقة واستمرارية تسجيل المعاملات المالية؛ تتمكن الإدارة من اتخاذ قرارات استراتيجية مبنية على معلومات دقيقة وموثوقة؛ لذا فإن مسك الدفاتر بالقيد المفرد يُعد أداة أساسية للإدارة المالية واتخاذ القرارات الفعّالة في مجال الأعمال، ويتضح نظام مسك الدفاتر بالقيد مفردًا في النموذج التالي:

هل القيد المفرد هو نفسه القيد البسيط؟

يمكننا معرفة الفرق بين القيد البسيط والقيد المفرد من خلال الجدول التالي:

لماذا يجب عليك اختيار قيود من بين كافة البرامج الأخرى؟

أصبح قيود الآن الخيار الرائد في سوق البرمجيات، إذ نال ثقة آلاف العملاء؛ فهو يتميز بقدرته على تصدير القيود المحاسبية بسهولة وفعالية، بالإضافة إلى توفيره نظام نقاط البيع المتكامل وأنظمة الفاتورة الإلكترونية… وغيرها من المميزات، كل هذا يأتي بتكلفة معقولة مقارنة بقيمة الخدمة المقدمة؛ مما يجعله الحل المثالي لإدارة مشاريعك بكفاءة وسهولة.

نموذج القيد المفرد Word

يمكنك الآن تحميل نموذج عن القيد المفرد بصيغة Word بكل سهولة ويسر من خلال الضغط هنا.

في الختام

نجد أن القيد المفرد ليس مجرد تقنية محاسبية، بل هو أداة فعالة تسهم في تبسيط العمليات المالية، وتوفير رؤية واضحة لأداء المنشآت، وتذكر دائمًا أن الفهم العميق لمبادئ هذا القيد يعزز من القدرة على اتخاذ قرارات مالية مستنيرة، ويضمن استدامة الأعمال في بيئات تتسم بالتغير السريع؛ لذا دعونا نستثمر في هذا النظام ليس فقط كوسيلة للتسجيل، بل كخطوة نحو تحقيق النجاح والازدهار؛ فالمحاسبة ليست مجرد أرقام، بل هي لغة الأعمال التي تتحدث عن الأمل والطموح.

نود أن نشير إلى أهمية قيود في مجال المحاسبة، إذ إنه يصدر كل أنواع القيود، كما أنه يقدم نظام نقاط البيع، وأنظمة الفاتورة الإلكترونية المختلفة؛ فهو برنامج محاسبي يتلاءم مع معايير المحاسبة الدولية.

بعد أن علمت ما هو القيد المفرد؛ جرِّب قيود الآن مجانًا، ولمدة 14 يومًا؛ فهو برنامج محاسبة متكامل للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

انضموا إلى مجتمعنا الملهم! اشتركوا في صفحتنا على لينكد إن وتويتر لتكونوا أول من يطلع على أحدث المقالات والتحديثات. فرصة للتعلم والتطوير في عالم المحاسبة والتمويل. لا تفوتوا الفرصة، انضموا اليوم!