تهدف كل شركة ناشئة لبلوغ قمم النجاح. لكن النجاح في عالم الأعمال الصغرى والمتوسطة معقدٌ ومحفوفٌ بالمخاطر بل إنه يحمل مسميات كثيرة أقرب ما تكون إلى محطات مرحلية. تبدأ الرحلة من التأسيس ثم تمر لمرحلة النمو بعدها مرحلة الاستقرار ثم النضج والتألق والابتكار.
كل تلك المراحل قد تسبب أرقًا واضطرابًا لأي رائد أعمال، دع عنك عناء البحث عن مستثمر. في هذه المقالة سنسلط الضوء على شفرة نمو الشركات الناشئة وما يجب عليك معرفته وفعله لتصل لهدفك المنشود.
كما هو حال المنتج الذي تقدمه للسوق حيث أن لمنتجك دورة حياة محددة مُسبقًا فإن نفس المبدأ ينطبق على الشركات نفسها، سواء أكنت شركة ناشئة أو صغيرة أو حتى متوسطة، يجب أن تعرف أن ثمة 5 مراحل نمو ستمر بها وهي:
كل مرحلة من المراحل السابقة تختلف جذريًا عن التي تليها من ناحية المتطلبات، لهذا ادرس وضعك جيدًا وحدد المرحلة التي يقبع بها مشروعك حاليا؛ ثم ابدأ بتحديد الإجراءات المناسبة لبلوغ المرحلة التالية. قد يهمك وأنت تحلل وضعك الحالي أن تعرف هل شركتك مخاطرة أم آمنة؟
في عالم الشركات ثمة نوعان فقط من الشركات لا ثالث لهما هما:
تركز شركات المخاطرة على تحقيق أرباح طويلة المدى؛ فرؤيتها العميقة والمستقبلية، تعززها عبر التوغل في أسواق جديدة أو ابتكار منتجات مختلفة. أي أن رؤية هذا النوع من الشركات تكمن في تحقيق هدفين هما: التوسع والنمو؛ حجتها أنه كلما تطور حجم نموها، بلغت نجاحات أعلى في المستقبل. لذا ستجد أنها تستثمر مبالغ ضخمة لا تحقق أي أرباح آنية أو لحظية بل تأخذ وقتا طويلا حتى تبدأ في لمس أثر استثماراتها. ببساطة شديدة، تراهن هذه الشركات في ثقة متجاهلة الأرقام الحالية فهي تنظر نظرة تفاؤل يملؤها النجاح بمستقبل مزدهر.
على غرار شركات المخاطرة فإن شركات الأمان تركز على تحقيق أرباح قصيرة المدى بإبقاء استهدافها لنفس السوق والشريحة ذاتها من العملاء، وينصب جهدها على تقديم منتجاتها بأسعار تنافسية لتقليل التكلفة وزيادة الربح. رؤية هذه الشركات تتمحور حول هدفين أساسيين هما: تقليل التكلفة وزيادة الأرباح، فتراها لا تدخر جهدًا في الاستثمار في كل المنتجات والإستراتيجيات التسويقية التي تدر ربحًا سريعًا، أي أنها تحدد مدة لكل مشروع/منتج وإذا لم يحقق الربح المرجو منه فإنها تسحب استثمارها وتحاول بيعه بأسرع وقت ممكن. لا تتحرك في ضوء المستقبل بل في ضوء معطيات لحظية، مثل: مراجعة مبيعات الربع الأول من السنة أو على مدار العام للوصول إلى الأرباح المتحققة فهي لا تؤمن بمبدأ أخسر الآن لتربح غدًا.
لا يمكن الجزم بصحة نظرية شركة عن أخرى، فلكل شركة مواصفاتها الخاصة. أكبر متجر على سطح الأرض: أمازون، كان أقرب إلى النوع الأول: شركات المخاطرة، بينما توجد شركات أخرى تميل إلى النوع الثاني. اختر ما يناسبك وركز عليه. لكن الأهم هو أن تجمع بين النمو والربحية فهما شريان أي نشاط تجاري بغض النظر عن نوعه.
السؤال الأزلي في عالم الأعمال: هل الأفضل التركيز على النمو أو الربحية؟
فبعض رواد الأعمال دون مراعاة للنمو يلهث وراء الربحية فهي هدفه الأساسي وهذا حقه، وهناك من لا يكترث للربحية بل يثمن النمو، وهو أيضًا منطقي في سعيه. لكن الأفضل برأيي هو الموازنة بين الاثنين، فلا ضير في كسب كلتا الحسنيين: تطوير النمو ومضاعفة الربحية. وفي السياق، دعنا نفهم معنى النمو والربحية في عالم الشركات الناشئة:
لا يكفي أن تقول إن شركتي تمر بمرحلة نمو، بل يجب أن تربط هذا النمو بمؤشرات قياس واضحة، قد تكون في كسب عملاء أكثر، أو زيادة المبيعات، أو توظيف عدد أكبر من الموظفين أو بناء وعي أكبر بعلامتك التجارية. حَدِّد مؤشرات قياس لنمو شركتك. لكن يجب أن تدرك أن النمو يحدث عبر طريقتين هما: النمو الطبيعي؛ والمقصود به هو أن تكسب عملاء أكثر وتتوسع في السوق بسبب قوة منتجك وفعاليته في حل مشاكل العملاء وذلك بتسويقه عبر ميزانيتك الخاصة، بينما الطريقة الثانية هي العلاقات، كأن تبحث عن جهة معينة تملك نسبة محترمة من جمهورك المستهدف فتصل معها لاتفاق بموجبه يعرضون منتجك على عملائهم لتحقيق أرباح لكلا الطرفين.
الحقيقة الأكيدة: كلما حظى منتجك بسمعة طيبة في وسط جمهورك المستهدف، زاد انتشاره طبيعيًّا، وهذا كافٍ لجلب استثمار لشركتك الناشئة.
التعريف الأبسط للربحية هو عندما يحقق منتجك أرباحا أعلى من مصاريفه التشغيلية، لكن إحصائيات عالم الشركات الناشئة تخبرنا أن نسبة 40٪ فقط من الشركات الناشئة هي التي تصل نقطة التعادل (عندما تتساوى الإيرادات مع التكاليف). الربحية تدل على صحة المشروع المالية، لأنه سيكون قادرًا على مجابهة الكوارث المالية المباغتة أو الجوائح التي تعصف بالأسواق بغتة، لأن الربحية تضفي ميزة خاصة وهي الاستقلال الكلي عن أي تمويل خارجي وعليه فإن مؤسسها/فريقها التأسيسي يحصل على استقلالية مالية وإدارية.
في الماضي، كان الجميع - بما فيهم المؤسسين والمستثمرين - يفضلون النمو على الربحية، لكن الوضع تغير الآن، لا بد من وجود ربحية يمكن تأطيرها بأرقام مستقبلية في حالة اضطرار الشركة للمستثمرين أو حتى لتحديد وجهة مستقبلية.
طرح السؤال السابق هو مهمة في غاية السهولة لكن إجابته ليست بالشيء الهين على الإطلاق، لأنك ولكي تجيب عنه يجب أن تعرف الأمور التالية:
حينها فقط تستطيع أن تتخذ الإجراءات المناسبة للجمع بين كلتا الحسنين: النمو والربحية، بعد معرفة ما سبق، قم بالآتي:
بالمختصر المفيد: أعرف أرقامك الحالية جيدًا ثم أبن إستراتيجية مرنة للغاية يمكنك تغيير اتجاها أو منهاجها كلما وصلت لمعلومة مهمة بخصوص تطوير نموك وربحيتك. ولعل الفصل القادم سيعطيك تصورًا دقيقًا عن أسباب تحول الشركات الناشئة العادية إلى شركات متفوقة حتى تخلق التوليفة الفعالة لمضاعفة النمو والربحية معًا.
أجزم يقينا بأن هذا هو مسعى كل رائد أعمال. إنه السؤال الأبدي الذي لا يفارق تفكيرك ويطفو عليه ما بين الفينة والأخرى: كيف أتحول من شركة ناشئة عادية إلى أخرى متفوقة؟
الإجابة التي سنقدمها عن هذا السؤال ليست ضربًا من القراءة فقط بل هي نتاج تجارب حقيقية طُبقت على شركة قيود والوصول بها لمرحلة متفوقة نسبيًا، حيث يُنظر إليها الآن على أنها الحل الأمثل لأي شركة تبحث عن حلول محاسبة سحابية ناجعة. أهم الأسباب التي تحول الشركات الناشئة العادية إلى أخرى متفوقة:
لن تصل إلى المعادلة الحقيقة التي تضمن لك أن تتحول من شركة عادية إلى أخرى متفوقة بين ليلة وضحاها لكن الأكيد هو أن التحرك في ضوء معطياتك وبياناتك الخاصة مع متابعة حثيثة لحال الشركات في مجالك وخارجها وتدبر كيف بلغوا ما بلغوا هو السبيل الوحيد لرسم خطة عمل قوية توصلك لمبتغاك.
لو تأملت جيدًا الفقرات الرئيسية في هذه المقالة ستجد بشكل واضح أن أهم ركيزة في نمو أي شركة هو معرفتها الوافية بوضعيتها المالية، كيف تنمو وأنت لا تعرف أصلا وضعك المالي الحالي؟
في مؤسسة قيود، فإن مهمتنا الأساسية هي تمكينك كرائد أعمال أو مدير تنفيذي لشركة صغيرة أو متوسطة في إدارة أمورك المحاسبية والمالية اليومية مع القدرة العالية والمرنة في الوصول إلى تقارير فعالة حول وضعيتك المالية وقتما أحببتها. فكابوس القوائم المالية وهاجس ارتفاع سعر الحلول السحابية القديمة في السوق يشكلان أرقًا مزمنًا في نفسية كل رائد أعمال، لهذا حرصنا في قيود على توفير باقات اقتصادية مناسبة مع برنامج سحابي سهل الاستخدام، وتبسيط عالم المحاسبة لأي رائد أعمال.
الشركات التي تستخدم قيود تحظى بقدرة هائلة في التنبؤ بمستقبلها المالي واتخاذ أنجع القرارات المالية بيسر، جرب قيود مجانا لمدة 14 يوم
مراحل تطور الشركات هي ضرورة على كل رائد أعمال معرفتها لتحديد وضع شركته الحالي وفي أي مرحلة تقبع، ثم - بفهم و - تطبيق المعلومات الواردة في هذه المقالة فإنك ستكون قادرًا على الأقل على رسم خطة واضحة الملامح لما يمكنك تحقيقه وبلوغه في الشهور القادمة. لكن لا تنس عن العمود الفقري لأي نشاط تجاري وهو ضبط أمورك المحاسبية والمالية، لا تحتاج لأن تكون ملما بكل تفاصيل المحاسبة لمعرفة وضعك المالي، توفر لك قيود نظام محاسبة سحبي سهل الاستخدام بمزايا استثنائية وبسعر إقتصادي: جربه مجانا لمدة 14 يوم